الاحساس بالحقيقة ...

هل هناك كلمات دوما قادرة على ان تعبر عما يختنق به الصدر او عما يجيش داخل القلب؟
هل كانت الجرائد قدرا كافيا عن مأساتنا؟
هل ذرفت العيون دموعا يمكن ان تكون سلوى احزاننا؟
بمعنى ارق...هل احس العالم كله بماساتنا نحن الشعب الفلسطينى؟؟؟
وهل حزن العالم كله قدر حزن فرد فلسطينى أزاء الاحتلال؟؟؟
لا اعتقد ان احدا يجيب بالايجاب ولست اطالب بأن يكون الجواب ايجابيا فما احد فى العالم كله مطالب مطالبة عينية او فردية بأن يكفر عن حدث او مصيبة وقعت بنا ...وقد تسألون لماذا...؟؟؟؟
اجيبكم...
لانكم لم تحسو احساس فلسطينى هاجر وتغرب عن ارضه , لم تشعروا بقلب ام فقدت ابنها الوحيد . لم تعرفو كم قاسى اب مات ابنه فى الحرب.., ايضا لم تسمعوا بكاء اشجار الزيتون وعناقيد العنب وحبات اللوز عندما قطفتها يد غريبة... انه لا يطيب لها ان تقطف الا ...الا بايدى ابنائها... ... انكم لم تحسو مرارة الانتظار ... انتظار الارض لرجوع ابناءها , انكم لم تبكوا دماء عند سماع صراخ الاطفال الذين فقدوا آبائهم , لم تحسوا بالجوع ينجش اجساد من تشردوا وحكم عليهم بان يبيتوا فى العراء ... او ..او يعيشو محرومين من الحب والحنان...
نعم ...., ما من احد مطالب بمساعدتنا لأنه لن ينتصر فى الحرب الا من طلب الموت ابتغاء الشهادة..
اننى متأكدة ان شخصا واحدا لو احس احساسا حقيقيا كيف تعيش فتاة عرفت ان والدها ملقى وراء القطبان طوال حياته... كيف تمر ايام وسنين حياتها..؟.. كيف ..كيف يكون صدى الزمن ووقع الاحداث على قلبها ...لو احس شخص واحد بها الآن لكفانا من العالم أنه شاركنا مأساتنا ...
حقا لن تستطيع اقلام الكتاب ان تعبر عما أصابنا , وان يصور مأساتنا , وتتكلم بقلب أم قضى العمر يبكى على ضناه ...وقلب فتاة نامت ليلها واصبحت يومها كله تتحسر على ان تقول كلمة أبى ... وصراخ طفلة نامت على حلم رجوع والديها...وشباب شيخ ضاع فى انتظار ابنائه...