بقلمي..
" صعب على التاريخ ان لا يؤرخنا "
سمعت صوته يهتف : قفي ,
تجمدْتُ في مكاني ثم استدرتُ ببطئٍ , وتقعُ نظراتي على عجوزٍ هرمٍ معتمر الكوفية , لابس عباءةً سوداء مهترأه , وعيناهُ الخضروان يجوع ربيعهُما الى شيئٍ مجهولٍ ...فأخذت بالبكاءِ ومن ثم رمقني بنظرة حنينٍ واسرع الي , فأبتسمت له...فحس انه يستطيع ان يحارب جيوش العالم كلَّها من اجلِ ابتسامةٍ في عينيّ ورءاني اصمت وانظر اليه, فيطل منه ربيع يواسي بؤسه ويملأه بنشوةِ البدل المطهَّرة...
لم اصدق عيناي حينما رأته...فعلا انه جدي لقد عاد, انه جدي الذي أُلقبهُ بالارنب, الارنب الذي كان هو واصدقائه ملك لرجلٍ لم يعرف معنى الحرية. فكم طال انتظاري وكم مللته اذ انه بعث في نفسي الاشمئزاز من الحياة الا انه اعطاني املاً لاتمسك بالحياة , لكن اليوم لا فائدة للانتظار بأقلامي, فمن انتظرته قد اتى وجدَّد ربيع عمري بنظرةٍ خفيفةٍ. انه جدي انه قدوتي فلن انسى وكيف لي ان انسى كيف نال حريته بعد عمرٍ من الشقاء والمثابرة, فقد مزج حياته املا بالحرية واخر بخيب الظن.
جدي الذي تسائل لبعض الوقت لماذا لقبته بلقبِ الارنب, فكان فضولي بعض الشي ليعرف,الا انه ترك الامر لانه ظنها مجرد كلمة خرجت مع انفراج شفاه فتاة صغيرة حنّت لجدها فنسيتْ ان تناديه بجدي.
فاخذ يحضنني بكل حنين وقال لقد عدت يا مدللتي الصغيره .. ها انا هنا بين احضانك الدافئه, فلا اريدك ان تبكي بعد الان فجدك معك ولن يَمَسُك ِ مكروهاً.
فذهبنا للجلوس بجانب شجرة الظل الكبيرة ...
قلت: جدي اتعلم لماذا لقبتك بالارنب ؟
قال: لا , اهي بمحضِ الصدفة ؟؟
قلت: لا , لانك تذكرني بالارنب فقط.
فأخذ جدي يضحك ويطبطب على رأسي.
قلت ( مبتسمة وعيوني تخبئ حزني ): لقد لقبتك بالارنب لانك تذكرني في قصة سردتها لي جدتي رحمها الله.